شتبي يا مواطن؟ (أبي بيت)! والجسر؟ (مو ضروري)!! يا سلام عليك يا مواطن، بكل بساطة تبي بيت، يعني نترك جسر الذهب ونبني لحضرتك بيت، هذا اللي باقي، نترك الاولويات القصوى والضرورات الكبرى ونزعل صاحب المشروع علشان انت وعيالك تسكن بيت، والله امرك عجيب، هذا جزانا اللي موفرين عليك ثلاثين دقيقة لما تروح الصبية! الشرهة مو عليك يا مواطن، الشرهة على اللي دافع اكثر من سبعمية مليون دينار علشان يحافظ على وقتك! (يا عمي انا ما اروح الصبية)؟ بتروح غصبن عليك، كلش ولا يزعل صاحب المشروع!
٭٭٭
كان من الاولى ان تخصص تكاليف جسر الذهب الذي تم رفضه من عدة جهات ويشكل ضررا بالغا على البيئة ولا جدوى منه لايجاد الحلول المناسبة للزحمة الخانقة التي تشل الطرقات في كل الاوقات حتى اصبح السير فيها لا يطاق، ولكن هناك من يرى ان غضب المواطن المحبوس في سيارته لاكثر من ساعة بسبب الزحمة سيتحول الى فرح اذا سلك جسر الذهب ليصل الى الصبية في اقل من ثلاثين دقيقة (حكمة وتخطيط)! ثم ان زعل المواطن لا يساوي شيئا عند زعل صاحب الجسر! المواطن يتحمل ومتعود على الزعل وغيره مجاب الطلبات؟
٭٭٭
في المستشفيات الحكومية مناظر تجعل الولدان شيبا، ومن اراد من اصحاب القرار ان يكتشف حجم الكارثة الصحية التي يعيشها المواطن فما عليه سوى القيام بزيارة اي منها خصوصا بعد الساعة الثانية عشرة ليلا، ليرى في اقسام الطوارئ العجب العجاب، سيرى مريضا يفترش الارض ومرافقه يمسك بكيس (الدرب)! ومريضا حاله اسوأ مما هو عليه، ومريضا تستدعي حالته الدخول الى المستشفى ويطلب منه العودة الى منزله لعدم وجود اسرة في الاجنحة، سيرى امرأة تئن وطفلا يصرخ وكهلا يدعو! ثم يلفت انتباهه طبيبا يقف حائرا بين المرضى زائغ العينين لا يعرف بمن يبدأ من كثرة الحالات وقلة الحيلة، وهذا امر لا يتحمله القائمون على المستشفيات من مديرين وطواقم طبية، وانما يتحمله من يرى ان جسر الذهب من الضرورات القصوى، وان بناء المستشفيات امر ثانوي، وان (ونات) المرضى وآلامهم وسوء اوضاعهم لا تعادل لحظة زعل تكدر خاطر صاحب الجسر!!
< نقطة شديدة الوضوح:
لا أستغرب صمت بعض الاعلاميين الذين يدعون محاربة الفساد، وجبنهم عن الحديث عن جريمة جسر الذهب، وهم من يتشدق بالاصلاح وادعاء المحافظة على المال العام، لان اكل العيش مر، وصاحب المشروع ولي نعمتهم، لذلك لا يرون في اهدار المال العام بهذا الشكل سوى خطوة اصلاحية! يا حبيبي على هيك مناضلين!
مفرج البرجس الدوسري
MALDOSERY@ALWATAN.COM.KW
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق